المنشد محمد عباس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنشد محمد عباس


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فقيه الأمة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دكتور/ طه عبد النعيم
الإدارة
دكتور/ طه عبد النعيم


ذكر عدد الرسائل : 298
العمر : 37
المنشد المفضل : أبو الوليد ( محمد عباس )
مكان الإقامة : فى قلب محمد عباس
العمل : طبيب المستقبل
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: فقيه الأمة   فقيه الأمة Icon_minitimeالأربعاء 24 أكتوبر - 19:00:54

ان من الهبات التى اعطاها الله لأمة محمد هى تسخير العلماء العظماء لها ومن هؤلاءاللعلماء الشيخ / محمد الغزالى الذى عاش عمره كله دفاعا عن قضايا الامة
وواقفا لمن يشوه الاسلام بالمرصاد.وأنا هنا لست بكاتب لترجمة شخصية للشيخ محمد الغزالى لأن هذا يحتاج العشرات من المجلدات. وانما أريد أن أقتبس من أعماله

كتابين فقط لنتعلم ليس منهما ولكن من عنوانهما . الكتابين أو العنوانين

( هذا ديننا ) ( ليس من الاسلام ) . عنوانين لو تحرك بهما كل مسلم وكل داعية لانتشر الاسلام فى أرجاء الارض كلها.

أريد من كل مسلم أن ينفتح على العالم كله حاملا هذان العنوانان ليقول للعالم كله

هذا ديننا الاسلام الوسطى الذى يحمل بين طياته الخير والامان والنجاة للبشرية

ويقول للناس كلها كل مايحدث من اشياء تشوه الاسلام ليس من الاسلام.

أريد أن أقول أيضا للمسلمين الذين تاهوا عن دينهم ارجعوا فهذا ديننا يدعوا للحرية والوسطية ويدعوا للتعمير ويدعوا للاصلاح.
وأقول للمسلمين الذين تاهت عقولهم وراحوا يقتلوا اخوانهم ويحاربوا بعضهم البعض

ليس هذا من الاسلام. أقول لمن رفعوا الاسلحة وتفرقوا الى فرق وشيع ليس لشىء الا أنهم اختلفوا فى بعض الاراء والافكار هذا ليس من الاسلام

ويحضرنى هنا واقعة حدثت بين سيدنا أبوبكر خليفة المسلمين وسيدنا عمر مسئول بيت مال المسلمين بعد موت الرسول عندما جاء أهل الملة لأبوبكر ليختم لهم على وثيقة ليأخذوا أموالا من بيت المال رغم أنهم غير مسلمين كما كان فى عهد الرسول قديما

فوافق لهم وذهبوا بالوثيقة لعمر بن الخطاب فقالوا أبو بكر ختم لنا بأخذ الاموال

فقطع الوثيقة وقال لهم لامال لكم فى بيت مال المسلمين فذهبوا لأبوبكر ليقلبوه على عمر وقصوا له ما فعله عمر فأجابهم الأمر لعمر بن الخطاب مسئول بيت المال
الله الله ياأبو بكر لم يقل أنا الخليفة وكيف يخالف أمرى ولكن هؤلاء علموا
معنى هذا ديننا وعلموا أن غير ذلك ليس من الاسلام

رحمك الله ياشيخنا العظيم أتمنى من كل الشباب لو يقرأوا كتب محمد الغزالى

فهو بحق فقيه الامة وعالم القرن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الحفيظ شرف
عضو جديد



عدد الرسائل : 17
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فقيه الأمة   فقيه الأمة Icon_minitimeالخميس 25 أكتوبر - 2:34:50

جزاك الله خيرا يا أخي طه لكن أنا بودي أن تكتب موضوع كذلك عن حياة الشيخ محمد الغزالي لأننا فعلا بحاجة إلى أن نقرأ ونطلع على حياة هؤلاء القدوات لنستفيد منهم ولييسر الله لأجيال هذه الأمة فيخرج من إخواننا قدوات يغيروا حال أمتنا ويكونون سببا بإذن الله لنصر هذه الأمة وتجديد أمرها
بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا الموضوع الرائع يا أخي طه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور/ طه عبد النعيم
الإدارة
دكتور/ طه عبد النعيم


ذكر عدد الرسائل : 298
العمر : 37
المنشد المفضل : أبو الوليد ( محمد عباس )
مكان الإقامة : فى قلب محمد عباس
العمل : طبيب المستقبل
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ الغزالى بأختصار   فقيه الأمة Icon_minitimeالخميس 25 أكتوبر - 2:58:09

تلبية لطلب أخى وحبيبى عبد الحفيظ أنا أعدكم بأعداد

موضوع كامل أسميه الشيخ الغزالى بأختصار سيحتوى على كل شىء من مولده

وحتى وفاته وما كانت تحمل بين طياتها من مواعظ وعبر ومبادىء وأخلاق


انتظروها قريبا ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور/ طه عبد النعيم
الإدارة
دكتور/ طه عبد النعيم


ذكر عدد الرسائل : 298
العمر : 37
المنشد المفضل : أبو الوليد ( محمد عباس )
مكان الإقامة : فى قلب محمد عباس
العمل : طبيب المستقبل
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ الغزالى فارس الدعوة البليغ   فقيه الأمة Icon_minitimeالخميس 25 أكتوبر - 4:01:00

كان الشيخ "محمد الغزالي" واحدًا من دعاة الإسلام العظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملك الإسلام حياته؛ فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه، وشرح مبادئه، والذود عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه، لم يدع وسيلة تمكنه من بلوغ هدفه إلا سلكها؛ فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد.

رزقه الله فكرا عميقا، وثقافة إسلامية واسعة، ومعرفة رحيبة بالإسلام؛ فأثمر ذلك كتبا عدة في ميدان الفكر الإسلامي، تُحيي أمة، وتُصلح جيلا، وتفتح طريقا، وتربي شبابا، وتبني عقولا، وترقي فكرا. وهو حين يكتب أديب مطبوع، ولو انقطع إلى الأدب لبلغ أرفع منازله، ولكان أديبا من طراز حجة الأدب، ونابغة الإسلام "مصطفى صادق الرافعي"، لكنه اختار طريق الدعوة؛ فكان أديبها النابغ.

ووهبه الله فصاحة وبيانا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، وروعة الإيمان، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خطبه ودروسه ملتقى للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حل به. والغزالي يملك مشاعر مستمعه حين يكون خطيبا، ويوجه عقله حين يكون كاتبا؛ فهو يخطب كما يكتب عذوبة ورشاقة، وخطبه قطع من روائع الأدب.

والغزالي رجل إصلاح عالم بأدواء المجتمع الإسلامي في شتى ربوعه، أوقف حياته على كشف العلل، ومحاربة البدع وأوجه الفساد في لغة واضحة لا غموض فيها ولا التواء، يجهر بما يعتقد أنه صواب دون أن يلتفت إلى سخط الحكام أو غضب المحكومين، يحرّكه إيمان راسخ وشجاعة مطبوعة، ونفس مؤمنة.

المولد والنشأة

في قرية "نكلا العنب" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م) ونشأة في أسرة كريمة، وتربى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة (1356هـ =1937م) والتحق بكلية أصول الدين، وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالإمام حسن البنا وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقربين إليه، حتى إن الإمام البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان؛ فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة (1360هـ = 1941م) ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة "العالمية" سنة (1362هـ = 1943م) وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.

في ميدان الدعوة والفكر


كان الميدان الذي خُلق له الشيخ الغزالي هو مجال الدعوة إلى الله على بصيرة ووعي، مستعينا بقلمه ولسانه؛ فكان له باب ثابت في مجلة الإخوان المسلمين تحت عنوان "خواطر حية" جلَّى قلمه فيها عن قضايا الإسلام ومشكلات المسلمين المعاصرة، وقاد حملات صادقة ضد الظلم الاجتماعي وتفاوت الطبقات وتمتُّع أقلية بالخيرات في الوقت الذي يعاني السواد الأعظم من شظف العيش.

ثم لم يلبث أن ظهر أول مؤلفات الشيخ الغزالي بعنوان "الإسلام والأوضاع الاقتصادية" سنة (1367هـ = 1947م) أبان فيه أن للإسلام من الفكر الاقتصادي ما يدفع إلى الثروة والنماء والتكافل الاجتماعي بين الطبقات، ثم أتبع هذا الكتاب بآخر تحت عنوان "الإسلام والمناهج الاشتراكية"، مكملا الحلقة الأولى في ميدان الإصلاح الاقتصادي، شارحا ما يراد بالتأمين الاجتماعي، وتوزيع الملكيات على السنن الصحيحة، وموضع الفرد من الأمة ومسئولية الأمة عن الفرد، ثم لم يلبث أن أصدر كتابه الثالث "الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين".

والكتب الثلاثة تبين في جلاء جنوح الشيخ إلى الإصلاح في هذه الفترة المبكرة، وولوجه ميادين في الكتابة كانت جديدة تماما على المشتغلين بالدعوة والفكر الإسلامي، وطرْقه سبلا لم يعهدها الناس من قبله، وكان همُّ معظم المشتغلين بالوعظ والإرشاد قبله الاقتصار على محاربة البدع والمنكرات.

في المعتقل

ظل الشيخ يعمل في مجال الدعوة حتى ذاعت شهرته بين الناس لصدقه وإخلاصه وفصاحته وبلاغته، حتى هبّت على جماعة "الإخوان المسلمين" رياح سوداء؛ فصدر قرار بحلها في (صفر 1368هـ = ديسمبر 1948م) ومصادرة أملاكها والتنكيل بأعضائها، واعتقال عدد كبير من المنضمين إليها، وانتهى الحال باغتيال مؤسس الجماعة تحت بصر الحكومة وبتأييدها، وكان الشيخ الغزالي واحدا ممن امتدت إليهم يد البطش والطغيان، فأودع معتقل الطور مع كثير من إخوانه، وظل به حتى خرج من المعتقل في سنة (1369هـ = 1949م) ليواصل عمله، وهو أكثر حماسا للدعوة، وأشد صلابة في الدفاع عن الإسلام وبيان حقائقه.

ولم ينقطع قلمه عن كتابة المقالات وتأليف الكتب، وإلقاء الخطب والمحاضرات، وكان من ثمرة هذا الجهد الدؤوب أن صدرت له جملة من الكتب كان لها شأنها في عالم الفكر مثل: "الإسلام والاستبداد السياسي" الذي انتصر فيه للحرية وترسيخ مبدأ الشورى، وعدّها فريضة لا فضيلة، وملزِمة لا مُعْلِمة، وهاجم الاستبداد والظلم وتقييد الحريات، ثم ظهرت له تأملات في: الدين والحياة، وعقيدة المسلم، وخلق المسلم.

من هنا نعلم


وفي هذه الفترة ظهر كتاب للأستاذ خالد محمد خالد بعنوان "من هنا نبدأ"، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجة هائلة وصخبا واسعا على صفحات الجرائد، وهلل له الكارهون للإسلام، وأثنوا على مؤلفه، وقد تصدى الغزالي لصديقه خالد محمد خالد، وفند دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان "من هنا نعلم".

ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ خالد محمد خالد رجع عن كل سطر قاله في كتابه "من هنا نبدأ"، وألّف كتابا آخر تحت عنوان "دين ودولة"، مضى فيه مع كتاب الغزالي في كل حقائقه.

ثم ظهر له كتاب "التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام"، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين عنصري الأمة، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام. وقد التزم الغزالي الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور وويلات، وما قام به الأسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولا دون وازع من خلق أو ضمير.

الغزالي وعبد الناصر

بعد قيام ثورة 1952م، ونجاح قادتها في إحكام قبضتهم على البلاد، تنكروا لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت سببا في نجاح الثورة واستقرارها، ودأبوا على إحداث الفتنة بين صفوفها، ولولا يقظة المرشد الصلب "حسن الهضيبي" وتصديه للفتنة لحدث ما لا تُحمد عقباه، وكان من أثر هذه الفتنة أن شب نزاع بين الغزالي والإمام المرشد، انتهى بفصل الغزالي من الجماعة وخروجه من حظيرتها.

وقد تناول الغزالي أحداث هذا الخلاف، وراجع نفسه فيه، وأعاد تقدير الموقف، وكتب في الطبعة الجديدة من كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث"، وهو الكتاب الذي دوّن فيه الغزالي أحداث هذا الخلاف فقال: "لقد اختلفت مع المغفور له الأستاذ حسن الهضيبي، وكنت حادّ المشاعر في هذا الخلاف؛ لأني اعتقدت أن بعض خصومي أضغنوا صدر الأستاذ حسن الهضيبي لينالوا مني، فلما التقيت به –عليه رحمة الله- بعد أن خرج من المعتقل تذاكرنا ما وقع، وتصافينا، وتناسينا ما كان. واتفقت معه على خدمة الدعوة الإسلامية، وعفا الله عما سلف". وهذا مما يحسب للغزالي، فقد كان كثير المراجعة لما يقول ويكتب، ولا يستنكف أن يؤوب إلى الصواب ما دام قد تبين له، ويعلن عن ذلك في شجاعة نادرة لا نعرفها إلا في الأفذاذ من الرجال.

وظل الشيخ في هذا العهد يجأر بالحق ويصدع به، وهو مغلول اليد مقيد الخطو، ويكشف المكر السيئ الذي يدبره أعداء الإسلام، من خلال ما كتب في هذه الفترة الحالكة السواد مثل: "كفاح دين"، "معركة المصحف في العالم الإسلامي"، و"حصاد الغرور"، و"الإسلام والزحف الأحمر".

ويُحسب للغزالي جرأته البالغة وشجاعته النادرة في بيان حقائق الإسلام، في الوقت الذي آثر فيه الغالبية من الناس الصمت والسكون؛ لأن فيه نجاة حياتهم من هول ما يسمعون في المعتقلات. ولم يكتفِ بعضهم بالصمت المهين بل تطوع بتزيين الباطل لأهل الحكم وتحريف الكلم عن مواضعه، ولن ينسى أحد موقفه في المؤتمر الوطني للقوى الشعبية الذي عُقد سنة (1382هـ = 1962م) حيث وقف وحده أمام حشود ضخمة من الحاضرين يدعو إلى استقلال الأمة في تشريعاتها، والتزامها في التزيِّي بما يتفق مع الشرع، وكان لكلام الغزالي وقعه الطيب في نفوس المؤمنين الصامتين في الوقت الذي هاجت فيه أقلام الفتنة، وسلطت سمومها على الشيخ الأعزل فارس الميدان، وخرجت جريدة "الأهرام" عن وقارها وسخرت من الشيخ في استهانة بالغة، لكن الأمة التي ظُن أنها قد استجابت لما يُدبَّر لها خرجت في مظاهرات حاشدة من الجامع الأزهر، وتجمعت عند جريدة الأهرام لتثأر لكرامتها وعقيدتها ولكرامة أحد دعاتها ورموزها، واضطرت جريدة الأهرام إلى تقديم اعتذار.

في عهد السادات

واتسعت دائرة عمل الشيخ في عهد الرئيس السادات، وبخاصة في الفترات الأولى من عهده التي سُمح للعلماء فيها بشيء من الحركة، استغله الغيورون من العلماء؛ فكثفوا نشاطهم في الدعوة، فاستجاب الشباب لدعوتهم، وظهر الوجه الحقيقي لمصر. وكان الشيخ الغزالي واحدًا من أبرز هؤلاء الدعاة، يقدمه جهده وجهاده ولسانه وقلمه، ورزقه الله قبولا وبركة في العمل؛ فما كاد يخطب الجمعة في جامع "عمرو بن العاص" -وكان مهملا لسنوات طويلة- حتى عاد إليه بهاؤه، وامتلأت أروقته بالمصلين.

ولم يتخلَّ الشيخ الغزالي عن صراحته في إبداء الرأي ويقظته في كشف المتربصين بالإسلام، وحكمته في قيادة من ألقوا بأزمّتهم له، حتى إذا أعلنت الدولة عن نيتها في تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، وتسرب إلى الرأي العام بعض مواد القانون التي تخالف الشرع الحكيم؛ قال الشيخ فيها كلمته، بما أغضب بعض الحاكمين، وزاد من غضبهم التفاف الشباب حول الشيخ، ونقده بعض الأحوال العامة في الدولة، فضُيق عليه وأُبعد عن جامع عمرو بن العاص، وجُمّد نشاطه في الوزارة، فاضطر إلى مغادرة مصر إلى العمل في جامعة "أم القرى" بالمملكة العربية السعودية، وظل هناك سبع سنوات لم ينقطع خلالها عن الدعوة إلى الله، في الجامعة أو عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

في الجزائر

ثم انتقل الشيخ الغزالي إلى الجزائر ليعمل رئيسا للمجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسطنطينة، ولم يقتصر أثر جهده على تطوير الجامعة، وزيادة عدد كلياتها، ووضع المناهج العلمية والتقاليد الجامعية، بل امتد ليشمل الجزائر كلها؛ حيث كان له حديث أسبوعي مساء كل يوم إثنين يبثه التلفاز، ويترقبه الجزائريون لما يجدون فيه من معانٍ جديدة وأفكار تعين في فهم الإسلام والحياة. ولا شك أن جهاده هناك أكمل الجهود التي بدأها زعيما الإصلاح في الجزائر: عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، ومدرستهما الفكرية.

ويقتضي الإنصاف القول بأن الشيخ كان يلقى دعما وعونا من رئيس الدولة الجزائرية "الشاذلي بن جديد"، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها بعد أن أصبحت غريبة الوجه واللسان.

وبعد السنوات السبع التي قضاها في الجزائر عاد إلى مصر ليستكمل نشاطه وجهاده في التأليف والمحاضرة حتى لقي الله وهو في الميدان الذي قضى عمره كله، يعمل فيه في (19 من شوال 1270هـ = 9 من مارس 1996م) ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.

الغزالي بين رجال الإصلاح

يقف الغزالي بين دعاة الإصلاح كالطود الشامخ، متعدد المواهب والملكات، راض ميدان التأليف؛ فلم يكتفِ بجانب واحد من جوانب الفكر الإسلامي؛ بل شملت مؤلفاته: التجديد في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث، والتصوف وفن الذكر. وقد أحدثت بعض مؤلفاته دويًّا هائلا بين مؤيديه وخصومه في أخريات حياته مثل كتابيه: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" و"قضايا المرأة المسلمة".

وكان لعمق فكره وفهمه للإسلام أن اتسعت دائرة عمله لتشمل خصوم الإسلام الكائدين له، سواء أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، وطائفة كبيرة من كتبه تحمل هذا الهمّ، وتسد تلك الثغرة بكشف زيغ هؤلاء، ورد محاولاتهم للكيد للإسلام.

أما الجبهة الأخرى التي شملتها دائرة عمله فشملت بعض المشتغلين بالدعوة الذين شغلوا الناس بالفروع عن الأصول وبالجزئيات عن الكليات، وبأعمال الجوارح عن أعمال القلوب، وهذه الطائفة من الناس تركزت عليهم أعمال الشيخ وجهوده؛ لكي يفيقوا مما هم فيه من غفلة وعدم إدراك، ولم يسلم الشيخ من ألسنتهم، فهاجموه في عنف، ولم يراعوا جهاده وجهده، ولم يحترموا فكره واجتهاده، لكن الشيخ مضى في طريقه دون أن يلتفت إلى صراخهم.

وتضمنت كتبه عناصر الإصلاح التي دعا إليها على بصيرة؛ لتشمل تجديد الإيمان بالله وتعميق اليقين بالآخرة، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، ومقاومة الاستبداد السياسي، وتحرير المرأة من التقاليد الدخيلة، ومحاربة التدين المغلوط، وتحرير الأمّة وتوحيدها، والدعوة إلى التقدم ومقاومة التخلف، وتنقية الثقافة الإسلامية، والعناية باللغة العربية.

واستعان في وسائل إصلاحه بالخطبة البصيرة، التي تتميز بالعرض الشافي، والأفكار الواضحة التي يعد لها جيدا، واللغة الجميلة الرشيقة، والإيقاع الهادئ والنطق المطمئن؛ فلا حماسة عاتية تهيج المشاعر والنفوس، ولا فضول في الكلام يُنسي بضعه بعضا، وهو في خطبه معلِّم موجه، ومصلح مرشد، ورائد طريق يأخذ بيد صاحبه إلى بَر الأمان، وخلاصة القول أنه توافرت للغزالي من ملكات الإصلاح ما تفرق عند غيره؛ فهو: مؤلف بارع، ومجاهد صادق، وخطيب مؤثر، وخبير بأدواء المجتمع بصير بأدويته.
نقلا عن موقع اسلام اون لاين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صـوت العقـل
عضو جديد



انثى عدد الرسائل : 17
العمر : 114
المنشد المفضل : أسامة الصافي
تاريخ التسجيل : 30/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فقيه الأمة   فقيه الأمة Icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر - 11:58:50

بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا على الإفادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور/ طه عبد النعيم
الإدارة
دكتور/ طه عبد النعيم


ذكر عدد الرسائل : 298
العمر : 37
المنشد المفضل : أبو الوليد ( محمد عباس )
مكان الإقامة : فى قلب محمد عباس
العمل : طبيب المستقبل
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فقيه الأمة   فقيه الأمة Icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر - 18:04:22

أنا جمعت بعض اللينكات لمكتبة الشيخ الغزالى وبأذن الله سأضعها قريبا

ومعها موضوع الغزالى فى عيون القرضاوى وهو جميل أوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنا مسلمة
مشرفة
أنا مسلمة


انثى عدد الرسائل : 220
العمر : 37
المنشد المفضل : العفاسي والقائمة طويلة
مكان الإقامة : المغرب
تاريخ التسجيل : 09/04/2008

فقيه الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فقيه الأمة   فقيه الأمة Icon_minitimeالإثنين 28 أبريل - 23:00:09

السلام عليكم cheers



جزااااااااااااكم الله خيرا على الموضوع في إنتطار موضوعك عن الشيخ الغزالي والله أنا من محبي الشيخ queen queen
باااااااااااااااااااااااااااااااااار الله فيكم flower flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فقيه الأمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ننتظر الكثير من منشد الأمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنشد محمد عباس :: القسم الإسلامي :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: