بسم الله الرحمن الرحيم
من خواطر الشيخ الشعراوي في القرآن الكريم :
سأل سيدنا عمر بن الخطاب يوماً حذيفة ، فقال له : كيف أصبحت يا حذيفة ؟ ، فقال حذيفة الإجابة التالية التي أغضبت سيدنا عمر - وأينا لن يغضب عندما يسمعها - ، قال له : أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصلي بغير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء .!!!! ، فخرج سيدنا عمر غضبان أسفا - ،وحذيفة من الصحابة الكبار،
ولقي سيدنا علي- رضي الله عنه - فقال له سيدنا علي : مالك أراك مغضباً يا عمر ؟ فقال له ما قال حذيفة عندما سأله عن حاله ، فتبسم سيدنا علي وقال : صدق حذيفة وكلنا كذلك ، فتتعجب عمر وقال : أنت أيضاً يا علي !! ولكن كيف ؟ فقال سيدنا علي : أما أنه أصبح يحب الفتنة ، فهو يحب ماله وأولاده - والمال والأولاد فتنة - ، أما أنه يكره الحق ، فهو يكره الموت وأينا لا يكرهه ، وأما أنه يصلي بغير وضوء ، فالصلاة على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أما أن له في الأرض ما ليس لله في السماء ، فله زوجة وأولاد والله واحد لا شريك له ، فتبسم سيدنا عمر ورضي .
وكانت هذه القصة دلالة على بلاغة سيدنا علي - كرم الله وجهه - وذلك لأنه دخل الإسلام وعقله نظيف وطاهر لم يتلوث بشوائب الجاهلية بل تشرب الإسلام تشرباً كاملاً فكان رضي الله عنه بهذه الفطنة والذكاء .